كجزء من سلسلة “لحظات مهنية محورية”، نتحدث مع قادة الصناعة عن اللحظات الحاسمة التي شكلت حياتهم المهنية. في هذا الإصدار، يُجري أولي سميث مقابلة مع إيان تيمبرتون، الرئيس التنفيذي لشركة بلاستيك إنيرجي، وهي شركة رائدة في مجال إعادة التدوير الكيميائي. يشاركنا إيان رؤيته لرحلته، من تمويل مشروعات الطاقة المتجددة إلى قيادة شركة تتصدى للنفايات البلاستيكية بحلول مبتكرة.
أولي: لنبدأ من البداية. هل يمكن أن تخبرنا عن الطاقة البلاستيكية والتكنولوجيا التي تقف وراءها؟
إيان: نحن شركة إعادة تدوير كيميائية تركز على المواد البلاستيكية بعد انتهاء عمر المستهلك – وهو نوع من البلاستيك الذي ينتهي به المطاف عادةً في مكب النفايات أو الحرق. تقوم عمليتنا، وهي عملية الانحلال الحراري، بتسخين هذه المواد البلاستيكية لإنتاج زيت يمكن استخدامه كبديل للمواد الأولية الأحفورية في إنتاج البلاستيك. ما يميز تقنيتنا هو أنها تتيح إعادة تدوير البلاستيك في تطبيقات عالية الجودة، بما في ذلك تغليف المواد الغذائية، مما يجعل العملية دائرية حقاً.
أولي: كيف تقارن تقنيتك بطرق إعادة التدوير الأخرى؟
إيان العديد من أشكال إعادة تدوير البلاستيك تقلل من قيمة المادة. على سبيل المثال، تحوّل بعض العمليات تغليف المواد الغذائية إلى مقاعد في الحديقة – وهي مفيدة ولكنها ليست دائرية حقاً. تمكننا طريقتنا من معالجة نفايات البلاستيك المختلطة بعد الاستهلاك وتحويلها إلى زيت يسمى TACOIL™، والذي يمكن إعادة إدخاله في عملية إنتاج البلاستيك التقليدية. ولا يمكن تمييز البلاستيك الناتج عن ذلك عن البلاستيك البكر، مما يجعله مناسباً للتطبيقات عالية الجودة.
أولي: هل هناك شركات أخرى تعمل في هذا المجال، أم أن شركة بلاستيك إنيرجي هي الرائدة في هذا المجال؟
إيان: التحلل الحراري في حد ذاته ليس جديدًا، ولكن تطبيقه على إعادة تدوير المواد البلاستيكية بعد الاستهلاك حديث نسبيًا. إنها صناعة ناشئة ولكنها آخذة في النمو، حيث تعمل العديد من الشركات على تحسين التكنولوجيا وتوسيع نطاقها. تعمل شركة بلاستيك إنيرجي منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث تدير مصنعين في إسبانيا منذ عامي 2016 و2017. ينصب تركيزنا الآن على التوسع، مع وجود مشاريع صناعية قيد التنفيذ في هولندا وفرنسا.
أولي: بالحديث عن الحجم، ما هي التحديات التي واجهتكم في تنمية قطاع الطاقة البلاستيكية؟
إيان: يعد التوسع أحد أكبر التحديات، لا سيما عند العمل في صناعة شديدة التنظيم مثل البتروكيماويات. فهو يتطلب الموازنة بين الدافع الريادي والحاجة إلى إجراءات السلامة والإجراءات التشغيلية الصارمة. لقد قمنا بتوظيف متخصصين من ذوي الخبرة في هذا القطاع، ولكننا كشركة ناشئة لا نملك رفاهية عقود من المعرفة المؤسسية. يتعلق الأمر بالتعلم والتكيف وضمان بناء نموذج مستدام وقابل للتطوير.
الانسحاب:” يتعلق الأمر بالموازنة بين الحماسة الريادية والانضباط اللازم للعمل بأمان في صناعة منظمة.”
أولي: ما الدور الذي تلعبه اللوائح الحكومية في مجال عملك؟
إيان: تلحق السياسات الحكومية الآن بالتزامات الاستدامة التي يحركها السوق. فعلى سبيل المثال، أقرت المفوضية الأوروبية مؤخرًا لوائح جديدة بشأن نفايات التغليف، مما يخلق حوافز للمحتوى المعاد تدويره في إنتاج البلاستيك. وتساعد الضرائب المفروضة على العبوات البلاستيكية ومكبات النفايات البلاستيكية في دفع السلوكيات الصحيحة، ولكن التحدي يكمن في التنفيذ – ضمان احتساب المواد المعاد تدويرها بشكل صحيح والاعتراف بها في سلسلة التوريد.
أولي: دعنا نتحدث عن اللحظات المحورية في حياتك المهنية. ما هي نقاط التحول الرئيسية؟
إيان: كان الانتقال من التمويل إلى القيادة التشغيلية تحولاً كبيراً. فأنا أعمل في مجال تمويل مشاريع الطاقة المتجددة والحد من انبعاثات الكربون. وقد انضممت إلى شركة بلاستيك إنيرجي كرئيس تنفيذي للاستثمار، حيث قدت جولة كبيرة لجمع التبرعات لتمويل توسعنا. وفي وقت سابق من هذا العام، انتقلت إلى منصب الرئيس التنفيذي، في البداية بشكل مؤقت والآن بشكل دائم.
كانت اللحظة المحورية بالنسبة لي هي إدراكي أن قيادة شركة كهذه لا تتعلق فقط بتأمين التمويل بل ببناء مؤسسة يمكنها تحقيق رؤيتها على نطاق واسع. يتعلق الأمر بتعزيز الثقافة الصحيحة، وتوظيف الأشخاص المناسبين، واتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تضمن النجاح على المدى الطويل.
أولي: كيف انتقلت من منصب رئيس قسم المعلومات إلى الرئيس التنفيذي؟
إيان: التحول الأكبر هو أن كل شيء هو مسؤوليتك كرئيس تنفيذي. لا توجد مشكلة ليست من مسؤوليتك لحلها. والتحدي الآخر هو إدارة الوقت والاهتمام – تحقيق التوازن بين احتياجات المستثمرين والمنظمين والعملاء والموظفين، مع الحفاظ على توجه استراتيجي واضح.
أحد الأمور التي أعطيتها الأولوية هو الحفاظ على التواصل الشخصي مع فريقنا المكون من 200 موظف، على الرغم من انتشارهم في عدة بلدان. فأنا أستضيف مكالمة شهرية مفتوحة للجميع، مما يضمن الشفافية والمشاركة أثناء توسعنا.
أولي: ما هي الدروس التي تعلمتها عن خلق اللحظات المهنية المحورية والتعرف عليها؟
إيان: تحدث بعض اللحظات بشكل غير متوقع، بينما تتطلب منك لحظات أخرى أن تأخذ زمام المبادرة. إن إدراك الفرصة – سواء كانت فرصة – سواء كانت دورًا قياديًا أو تحولًا في المجال أو محورًا استراتيجيًا – غالبًا ما يعتمد على التوقيت والخبرة والاستعداد للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك.
بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى خلق لحظات محورية خاصة بهم، أود أن أقول: ضع نفسك في مواقف يمكنك فيها تحمل المسؤولية، وكن منفتحًا على التحديات الجديدة، ولا تخشى التقدم عندما تسنح الفرصة. بالنسبة للمؤسسات، فإن تعزيز بيئة تشجع على التطور الوظيفي هو أمر أساسي – سواء من خلال الإرشاد أو التقدم الوظيفي المنظم أو ببساطة تشجيع الناس على المخاطرة المحسوبة.
أولي: إذن، أخبرني – ما هي الخطوة التالية لطاقة البلاستيك؟
إيان: على المدى القصير، نركز على استكمال مصانعنا الجديدة في هولندا وفرنسا. وبعد ذلك، يكمن التحدي في التوسع أكثر والتحسين المستمر لتقنيتنا.
إزالة الكربون أولوية رئيسية أخرى. اليوم، تولد محطاتنا الحرارة عن طريق حرق الغاز الناتج من عملية التحلل الحراري. وعلى الرغم من كفاءتها، فإننا بحاجة إلى التخلص من هذه الانبعاثات على المدى الطويل. الهدف النهائي هو جعل صناعة البلاستيك دائرية بالكامل وصافي انبعاثات صفرية.
هذه المقابلة هي جزء من سلسلة “لحظات مهنية محورية”، حيث نستكشف التحديات والقرارات واللحظات التحويلية التي تشكل مسيرة القادة. ترقبوا المزيد من الرؤى من رواد الصناعة.